في ظل التطور التكنولوجي السريع، أصبح التعلم الذاتى أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يمكّن المتعلم من مواكبة التغييرات السريعة في سوق العمل وتحديث مهاراته بشكل دائم. لذلك فإن الاستثمار في التعلم الذاتي يعتبر استثماراً مهماً في مستقبل الفرد ونجاحه المهني.
يعتبر التعلم الذاتي أحد أهم المفاهيم في عالم التعليم والتطوير الشخصي. فبدلاً من الاعتماد على المدرسين والمدارس والجامعات لتعلم المعارف والمهارات، يقوم المتعلم بتحمل مسؤولية تعلم نفسه وتحقيق أهدافه التعليمية.
ويعتبر التعلم الذاتي عملية مستمرة ومتكررة، حيث يتعلم المتعلم من خلال تجاربه وأخطائه ومن خلال استخدام الأدوات المتاحة له مثل الإنترنت والكتب وغيرها. وبهذا يصبح المتعلم قادراً على اكتساب المعارف والمهارات الجديدة بسرعة وفاعلية وتطبيقها عملياً في حياته اليومية وفي مجال عمله.
وتشتمل مهارات التعلم الذاتي على القدرة على تحديد الأهداف التعليمية الخاصة بالشخص، واختيار الأدوات المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، والتخطيط للوصول إلى هذه الأهداف بشكل فعال. كما يتطلب التعلم الذاتي التركيز والانضباط والصبر والاستمرارية في تعلم المهارات وتحسينها.
ما هو التعلم الذاتى؟
التعلم الذاتي هو عملية التحصيل المستمر للمعرفة والتطوير الشخصي. وتتضمن هذه العملية اكتساب المهارات والمعارف الجديدة بشكل مستقل دون الحاجة إلى تدريس أو توجيه من شخص آخر. يتميز التعلم الذاتي بأنه مستمر وشامل، حيث يمكن لأي شخص أن يتعلم ما يريد في أي وقت ومن أي مكان.
تعتبر التكنولوجيا أحد الأدوات المهمة التي تمكن الأفراد من التعلم الذاتي، فبفضل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت يمكن للمتعلمين الحصول على المعلومات والمواد الدراسية بسهولة وفي أي وقت يرونه مناسباً. كما أن استخدام التطبيقات التعليمية والبرامج الخاصة بتعليم المهارات المختلفة قد أصبح شائعاً في الفترة الأخيرة.
كيفية التعلم ذاتيًا :
يعتمد التعلم الذاتي على القابلية للتغيير والتطور المستمر، حيث يساعد الفرد في تحسين أدائه وتطوير مهاراته وتعميق معرفته. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب على المتعلم الذاتي اتباع بعض الإجراءات والخطوات اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية. ومن أهم هذه الخطوات:
- تحديد الأهداف التي يريد تحقيقها من خلال عملية التعلم، وتحديد الخطط والإستراتيجيات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
- اختيار المصادر المناسبة التي تساعده في تحقيق الأهداف التي حددها سابقاً. ويمكن الاستفادة من الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات التعليمية وغيرها من المصادر.
- يجب على المتعلم الذاتي أن يستفيد من التجارب السابقة التي خاضها في تعلم المواضيع المختلفة، وأن يستمر في تحسين أدائه وتطوير مهاراته.
- أن يكون لديه الإرادة والتحدي اللازمين لتحقيق الأهداف التي حددها، وعدم الانصراف بسهولة في وجه الصعوبات التي قد تواجه .
منصات التعلم ذاتيًا :
توجد العديد من المنصات التي توفر خدمات التعلم الذاتي، والتي يمكن استخدامها لتحسين المهارات الشخصية والمهنية. من بين هذه المنصات:
1- كورسيرا (Coursera): وهي منصة عالمية للتعلم عبر الإنترنت تحتوي على مئات الكورسات المجانية والمدفوعة في مختلف المجالات.
2- إدكس (edX): وهي منصة تعليمية تأسست بواسطة جامعتي هارفارد وماساتشوستس للتكنولوجيا، وتوفر دورات تعليمية مجانية عبر الإنترنت من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم.
3- Udacity: وهي منصة تعليمية تركز على التعلم التقني وتقدم دورات في المجالات التقنية مثل تطوير الويب والذكاء الاصطناعي.
4- يوديمي (Udemy): وهي منصة تعليمية تحتوي على آلاف الدورات التعليمية في مختلف المجالات من قبل مدربين مستقلين، ويمكن للمستخدمين الاشتراك في الدروس التي يرغبون بها باستخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية.
5- لينكدان(LinkedIn Learning): وهي منصة تابعة لموقع لينكد إن تقدم دورات تعليمية في مجالات مختلفة، بما في ذلك التسويق والعلاقات العامة وتحليل البيانات.
6- كود اكاديمي (Codecademy): وهي منصة تدريب على البرمجة وتقدم دورات في لغات البرمجة المختلفة مثل بايثون وجافاسكريبت.
7- فوتشر ليرن (FutureLearn): وهي منصة تعليمية تضم دورات في مختلف المجالات من جامعات ومؤسسات تعليمية في جميع أنحاء العالم.
8- سولوليرن (SoloLearn): وهي منصة تعليمية تركز بشكل خاص على تعلم البرمجة وتوفر دورات في لغات البرمجة المختلفة.
9- (Khan Academy): وهي منصة تعليمية تقدم دروسًا في الرياضيات والعلوم والتاريخ والفنون وغيرها من المواضيع بطريقة تفاعلية ومجانية.
10-يوتيوب (YouTube): وهي منصة فيديو عبر الإنترنت تحتوي على مجموعة كبيرة من الدروس التعليمية في مختلف المجالات. ويتم رفعها بواسطة المستخدمين الذين يشاركون معرفتهم وخبراتهم.
11- إدراك : منصة عربية تضم مئات الدورات التعليمية في مختلف المجالات .
التعلم الذاتى من الكتب والمقالات الخاصة:
التعلم الذاتي من الكتب والمقالات الخاصة هو عملية تتضمن قراءة ودراسة المادة التعليمية بشكل فردي ومستقل. وهو يعتبر أحد أفضل الطرق لتعلم المهارات والموضوعات الجديدة، خاصة إذا لم تتمكن من الالتحاق بدورات تدريبية أو كنت ترغب في تعلم شيء جديد في وقت فراغك.
لذلك يمكن للأشخاص أن يستخدموا مجموعة متنوعة من الموارد التعليمية، مثل الكتب والمقالات والفيديوهات والمدونات، لتعلم موضوعات جديدة. ولا يقتصر التعلم الذاتي على دراسة المعلومات فقط، بل يتطلب أيضًا العمل الجاد والممارسة المستمرة لتحسين المهارات وتعزيز التقدم في الموضوع الذي يرغب الشخص في تعلمها.
التعلم الذاتى عن طريق فيديوهات اليوتيوب:
يمكن التعلم الذاتي من فيديوهات اليوتيوب، حيث يوجد الكثير من المحتوى التعليمي على هذا الموقع. إليك بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتحقيق أقصى استفادة من فيديوهات اليوتيوب التعليمية:
- اختيار مصادر موثوقة ومعتمدة، والتأكد من صحة المعلومات المقدمة.
- التركيز أثناء المشاهدة، وملاحظة الأمور الهامة وتسجيلها إن لزم الأمر.
- المحاولة العملية لتطبيق المعلومات التي تم استخلاصها من الفيديوهات، والتدرب على المهارات المطلوبة.
- البحث عن فيديوهات تستخدم أسلوبًا مختلفًا في الشرح، حتى يتم فهم المفاهيم بطرق أكثر شمولية.
- تحديد هدف معين للتعلم من الفيديو، والتركيز على الموضوعات التي تساعد في تحقيقه.
- الاستفادة من خصائص اليوتيوب مثل تشغيل الفيديو بسرعة بطيئة أو سريعة حسب الحاجة، وإضافة ترجمات إذا لزم الأمر.
وفي النهاية، فإن التعلم الذاتي يمثل استثمارًا رائعًا في الذات، حيث يساعد على تحقيق الإنجازات والأهداف المختلفة في الحياة، ويعزز الثقة بالنفس والتطور الشخصي. لذلك، ينبغي على الجميع أن يسعوا جاهدين إلى الاستمرار في التعلم والتحسين المستمر، من أجل تحقيق النجاح والتميز في حياتهم. نأمل أن تكون قد أستفدتم من مقالاتنا وإذا كان لديكم أية أسئلة أو استفسارات حول فلا تترددوا في التواصل معنا. شكراً لكم .